مبتكر علم الإيقاعات الشعرية

مبتكر علم الإيقاعات الشعرية

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته

يَسُرُّنِي أَنْ أُرَحِّبَ بِكُلِّ زُوَّارِ مُدَوَّنَتِيَ الخَاصَّة بِعِلْمِ العَرُوضِ وَالقَوَافِي وَالإيْقَاعَاتِ الشِّعْرِيَّةِ. وَكُلُّ عَامٍ وَأَنْتُمْ بِخَيْرٍ.

الجمعة، 19 نوفمبر 2010

يقول الدكتور الصديق عمر الصديق في مقدمته لكتابي الأوَّل "اسْتِنْبَاطُ عِلْمِ الإِيْقَاعِ الشِّعْرِيِّ مِنْ عِلْمِ الْعَرُوضِ" (المدخل إلى علم الإيقاع الشعري):

          لم يكن صنيعُ الخليل بن أحمد الفراهيديّ في علم العَروض تقعيداً للاحتذاء، وتقنيناً لبناءِ قواعدِ النَّظم، بل كان استنباطاً باهراً وعبقرياً لما اتلأبَّ عليه الشِّعرُ العربيّ. وكان عملُ الخليل في بنائه النَّظريّ في عمود تصوّر التفاعيل وفكاكها من الدوائر إِنَّما يقومُ على حِذقٍ عميقٍ للشِّعرِ، والموسيقا، والرِّيَاضيَّات، وقد جاءَ في رسائل أبي العلاء:
وَأَنْتَ فَكَاكُ دَائِرَتَي قَرِيْضٍ       وَهَنْدَسَةٍ حَلَلْتَ بِهَا الشُّكُولا
          وقد أَفضت دراسة العَروض من لدن القدماء تلاميذ الخليل إلى عَصْرِنَا هذا إلى ثلاثة مَذَاهب أو مناهج؛ المنهج الأوَّل: كَأَنَّه حاشية على متن الخليل، شرحاَ وتفسيراً، وتفهيماً؛ وهو لا يُعْمِلُ رأياً ولا يُقيمُ ميزاناً ناقداًً فيكون أبعد من أن يضيفَ معرفةً، ولكنَّه مع ذلك يستمدُّ قيمته من كونه مُمهِّداً لما يليه من مناهج، فاستيعاب معرفة ما من المعارف، ومعرفة دقائقها وأُصولها في صورة وضعها وتقعيدها الأوَّل شرطٌ أَوَّلُ لمن أَرَادَ أَنْ يعتسفَ طَرَائِقَ النَّقْدِ والتحليل.
          والمنهجُ الثَّاني: يقومُ على نَقْدِ النَّظَريَّةِ الاستنباطيَّة باعتبارها منهجاً يوائمُ بين التنظير والتطبيق لأجل استيعاب النِّظامِ الموسيقيّ لِلشِّعْر العربيّ في سياقٍ واسعٍ من الافتراض النَّظريّ والمصطلحات؛ والتوصيف، والتصنيف، والتجريد والتقسيم والتفريع. وهُنَا لا يُعدُّ هذا المنهج انتقاصاً من النَّظريَّة، أو تقويضاً لبنيانها، بل هو نظرٌ ضروريٌّ لا بُدَّ منه في التَّطوُّر المعرفيّ في كُلِّ ما هو قياسيّ مُقَعَّد.
          والمنهج الثالث: استنباطٌ جديدٌ من نظريَّة علم العَروضِ نفسها التي هي عملٌ استنباطيّ كما أسلفنا، وهذا لا يتأتَّى إِلاَّ بِرَدِّ النَّظَريَّة إِلى أُصُولِهَا التي تُمَثِّلُ مصادر الخليل في تأسيس هذا العلم.
          هذا وقد وفّق المهندس العَروضيّ الحاذق الأستاذ / محمد هاشم الكماليّ في تمثيل الضَّرب الثالث، وقد ساعده في ذلك أوَّلاً: حِذقه وتعمقه في علم العَروض؛ ولا غرو فقد رأيته لا يفتأُ يُنقِّرُ في متون تصانيف العَروض في التُّراث كالعقد الفريد، وعروض الورقة، والغامزة على خبايا الرامزة ... إلخ، وساعده ثانياً: علمه بأصول الرِّياضيَّات التي كان الخليل بارعاً فيها حتَّى قيل إنَّه كان مشغولاً آخر أيَّامِه بإعداد حساب الجارية لتذهب به إلى السُّوق فلا يَغُشّهَا البائع حتَّى أَصابته سارية المسجد وهو ساهٍ يُفَكِّرُ فمات بسبب ذلك.
          هذا وعملُ الكماليّ لا يقومُ على تكثيف العمل الذِّهنيّ الجاف بزيادةِ التفريعِ، والتلقيبِ، وابتداع المصطلحات لتجعلَ العَويصَ مَنِيعَاً غَيْرَ مُسْتَطَاعٍ. بل هو محاولةٌ لتفسير سِرِّ جمال الإيقاعِ الشِّعْرِيِّ.
          وقد كان لنا الشَّرف في معهد العلاَّمة / عبد الله الطَّيِّب بجامعة الخرطوم في أن كُنَّا أَوَّل المحتفين والرَّاعين لهذا العمل فخصَّصنا ندوتين مشهودتين لِعَرضِ الاستنباط. 
          نسألُ الله التوفيق للمهندس الكماليّ في هذا العمل الكبير.

هناك تعليق واحد:

  1. السلام عليكم أستاذي الكريم

    أتمنى عليك أن تتعرف على العروض الرقمي من بوابة تصفح موضوعي ( العروض الرقمي لماذا )، الفرق بين العروض وعلم العروض

    https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/lematha

    https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/alfrq-byn-alrwd-wlm-alrwd

    شاكرا لكل تقييم وتقويم

    ردحذف